الحب فى الاسلام

اولا : الحب فى القران الكريم

احتوى القرآنُ الكريم على الصور الجنينية للحياة الروحية فى الإسلام، إذ أفصحت آياتُهُ ، بقوة ، عن رابطةٍ خاصة ، متميِّزة ؛ تجمع العبد بربه .. هى الحب والمحبة .

ومن بين أربعٍ وثمانين مرة ، وردت فيها كلمة الحب ومشتقَّاتها فى القرآن ؛ جاءت هذه الآياتُ مخبرةً عن حُبِّ الله لعباده ، وحُبِّهم إياه

قال عز من قائل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه…) (البقرة/165)

قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين)(المائدة/54 )


قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(مريم/96) ، وقال تعالى : (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)(هود/90) ، وقال تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج/14 )

قال تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) [التوبة: 24[.

وقال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(آل عمران/31)

إن هذه الآية الاخيرة تدل على صدق محبة العبد لربه، إذ لا يتم له ذلك بمجرد دعوة قلبه أو لسانه فكم من أناس يدعون محبة الله بقلوبهم وألسنتهم: وأحوالهم تكذب دعواهم، فعلامة حب العبد لربه وحب الله لعبده طاعة رسول الله .

والقرآن والسنة مملوآن بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين وذكر ما يحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم .

فالإحسان إلى الخلق سبب المحبة قال تعالى: ( والله يحب المحسنين ) .

والصبر طريق المحبة أيضاً: ( والله يحب الصابرين ).

ومحبة الله للمقاتلين في سبيله ايضا حيث قال سبحانه : (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) الصف 4 .

والتقوى كذلك فإن الله يحب المتقين حيث قال تعالى: (( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين )) (التوبة: 7 ) .

وقال تعالى في محبته للمقسطين : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )

وحبه للتوابين والمتطهرين والمطهرين والمتوكلين والمقسطين حيث قال سبحانه وتعالى : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .. ) ( والله يحب المطَّهَّرين ..) (إن الله يحب المتوكلين..) (إن الله يحب المقسطين ) ...

وأشار الله سبحانه وتعالى في حبه لموسى عليه السلام حيث قال : ( ان اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل ياخذه عدو لي وعدو له والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ) سورة طه آية 39


وبالجملة فإن طريق محبة الله طاعة أوامره واجتناب نواهيه بصدق وإخلاص.


ثانيا : الحب في السنة النبوية الشريفة

1- عن أبي مالك الأشعري أنه قال: لما قضى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاته أقبل علينا بوجهه. فقال: "ياأيها الناس اسمعوا واعقلوا. إن لله عزوجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء على منازلهم وقربهم من الله". فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس, وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله, ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم. انعتهم لنا, حلهم لنا-يعني صفهم لنا, شكلهم لنا-فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي, فقال: "هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل, لم تصل بينهم أرحام متقاربة, تحابوا في الله وتصافوا. يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها, فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا, يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون, وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ( رواه كله الإمام أحمد والطبراني بنحوه وزاد "على منابر من نور من لؤلؤ قدام الرحمان" ورجاله وثقوا )

وفي رواية: قال: يا رسول الله سمهم لنا. قال: فرأينا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: "إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش - وكلتا يدي الله يمين - على منابر من نور, وجوههم من نور, ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين". قيل يا رسول الله من هم؟. قال: "هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى". رواه الطبراني ورجاله وثقوا.

2- وعن أبي سعيد الخدري رضوان الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المتحابين في الله تعالى لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي. فيقال من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله عز وجل". رواه أحمد برجال الصحيح ( انظر مجمع الزوائد )

3- روى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل. فقال: إني أحب فلانا فأحبه قال: فيحبه جبريل, ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل عليه السلام, فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل, ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه, ثم يوضع له البغضاء في الأرض".

4- فعن أبي الدرداء رضوان الله عليه يرفعه, قال: "مامن رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه". رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح, غير المعافى بن سليمان وهو ثقة.

5- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب رجلا لله فقد أحبه الله. فدخلا جميعا الجنة, وكان الذي أحب لله أرفع منزلة, ألحق الذي أحبه لله". رواه الطبراني والبزار بنحوه بإسناد حسن.

6- عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حقت محبتي للمتحابين في, حقت محبتي للمتواصين في, حقت محبتي للمتبادلين في. المتحابون في على منابر من نور, يغبطهم بمكانتهم النبيون والصديقون والشهداء". رواه الإمام أحمد وابن حبان و الحاكم والقضاعي.

وفي رواية : "حقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي, وحقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي". رواه الطبراني في الثلاتة وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات.

"المتحابون لجلالي في ظل عرشي يوم لاظل إلا ظلي". رواه الإمام أحمد والطبراني وإسنادهما جيد عن العرباض بن سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى .

7- عن معاذ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "قال الله تبارك و تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، و المتجالسين فيّ و المتزاورين ، و المتباذلين فيّ " (رواه مالك و غيره )

8- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما من عبد أحبّ عبدا لله إلا أكرمه الله عز وجل " ( أخرجه أحمد بسند جيّد )

9- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي ( رواه مسلم )

10- قال عليه الصلاة و السلام : " من أحبّ أن يجد طعم الإيمان فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله ( رواه الحاكم و قال : صحيح الإسناد و لم يخرجاه و أقرّه الذهبي )

11- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان، فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله" ( رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي )

12- عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما ، و أن يحبّ المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يلقى في النار " (متفق عليه)

13- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أحبّ لله ، و أبغض لله ، و أعطى لله ، و منع لله ، فقد استكمل الإيمان " ( رواه أبو داود بسند حسن )

14- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " ( رواه مسلم )

15- عن أبي مالك الأشعري قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت عليه هذه الآية :" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة 101) قال : فنحن نسأله إذ قال : 3 إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم النبيون و الشهداء بقربهم و مقعدهم من الله يوم القيامة ، قال : و في ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه و رمى بيديه ، ثم قال : حدثنا يا رسول الله عنهم من هم ؟ قال : فرأيت في وجه النبي صلىالله عليه و سلم البِشر ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هم عباد من عباد الله من بلدان شتى ، و قبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ، و لا دنيا يتباذلون بها ، يتحابون بروح الله ، يجعل الله وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ، و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون " ( رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي )

16- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ،كيف تقول في رجل أحبّ قوما ولم يلحق بهم ؟ قال : "المرء مع من أحبّ" ( الصحيحان )

17- في الصحيحين أيضا عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم متى الساعة ؟ قال : " ما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها من كثير صلاة و لا صوم و لا صدقة ، و لكني أحبّ الله و رسوله، قال :" أنت مع من أحببت" ، قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم :"أنت مع من أحببت" فأنا أحب النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر ، و أرجو أن أكون معهم بحبي إياهم ، و إن لم أعمل بمثل أعمالهم

18- وعن علي رضي الله عنه مرفوعا:" لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم" ( الطبراني في الصغير )

19- قال صلى الله عليه و سلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " (رواه أبو داود و غيره)

20- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه " ( رواه الشيخان )

21- عن أنس بن مالك قال : مر رجل بالنبي صلى الله عليه و سلم و عنده ناس ، فقال رجل ممن عنده : إني لأحب هذا لله ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم :"أعلمته؟" قال : لا ، قال : " قم إليه فأعلمه " فقام إليه فأعلمه ، فقال : أحبّك الذي أحببتني له ثم قال ، ثم رجع فسأله النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بما قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم :"أنت مع من أحببت ، و لك ما احتسبت " ( رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي )

22- عن المقداد بن معدى كرب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " ( رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن )

23- جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال إن الله تعالى ، قال : ( من عادى لي وليـًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطشُ بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينَّه ، وإن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته )

24- وفي حديث أنس – أيضاً – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) [البخاري (1/9)[

25- في حديث عبد الله بن هشام، رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء، إلا نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك)) فقال عمر: والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن يا عمر)) [البخاري (7/218)[

26- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " .

27- وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف يوضح أسباب حبِّ الناس له حيث قال "أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً، في مسجد المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام" المعجم الصغير".

28- قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم ،مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه مسلم .

29- عن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)) [رواه ابن ماجة وغيره، والحديث صحيح].

30- عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الانصار : « لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤمِنٌ ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ ، مَنْ أَحَبَّهُمْ أحبَّه اللَّهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّه » متفقٌ عليه .

31- وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها ، أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، بعَثَ رَجُلاً عَلَى سرِيَّةٍ ، فَكَانَ يَقْرأُ لأَصْحابِهِ في صلاتِهِمْ ، فَيخْتِمُ بــ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فَلَمَّا رَجَعُوا ، ذَكَروا ذلكَ لرسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فقال : « سَلُوهُ لأِيِّ شَيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ ؟ » فَسَأَلوه ، فَقَالَ : لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فقال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّه تعالى يُحبُّهُ » متفقٌ عليه

32- روى الطبراني في الأوسط من حديث عائشة قالت : « جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ... }

33- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تهادوا تحابوا » رواه البيهقي

34- روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (( أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرسل الله له على مدرجته ملكا ً ..... فقال إن الله قد أحبك كما أحببته فيه )) .

35- عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا ً : (( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله )) رواه الطبراني وحسنه الأرناؤط

36- جاء في الحديث القدسي قول المولى سبحانه وتعالى : " مازال عبدي يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التى يبطش بها ، ورجله التى يبطش بها ، ولئن سألنى لأعطينه ، ولئن استعاذنى لأعيذنه " رواه البخاري.

37- قال صلى الله عليه وسلم : (( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قلنا :يا رسول الله ! كلنا يكره الموت ؟ قال :ليس ذلك كراهية الموت ، ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من الله ، فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله فأحب الله لقاءه ، وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه ماهو صائر إليه من الشر ، أو ما يلقى من الشر ، فكره لقاء الله ، فكره الله لقاءه )) صحيح التغريب بسندٍ صحيح

38- قال صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : (( إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه )) صحيح على شرط الشيخين

39- قال صلى الله عليه وسلم : (( إن رجلا زار أخا له في قرية ، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا ، فلما أتى عليه الملك قال : أين تريد ؟ قال : أزور أخا لي في هذه القرية ، قال : هل عليك من نعمة [تربها] ؟ قال : لا ، إلا أني أحببته في الله ، قال : فإني رسول الله إليك أن الله عز وجل قد أحبك كما أحببته له )) صحيح على شرط مسلم

40- قال صلى الله عليه وسلم : (( ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب؛ إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه )) السلسلة الصحيح ورجاله ثقات

41- قال صلى الله عليه وسلم : (( ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه )) السلسلة الصحيحة بسندٍ صحيح

42- قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له ، فإنه خير في الألفة ، و أبقى في المودة )) السلسلة الصحيحة بسندٍ حسن

43- قال صلى الله عليه وسلم : (( أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا )) السلسلة الصحيحة بسندٍ جيد

44- قال صلى الله عليه وسلم : (( ما أحب عبد عبدا لله إلا أكرمه الله عز وجل )) السلسلة الصحيحة بسندٍ جيد

45- قال صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يحب الله و رسوله فليقرأ في " المصحف" )) السلسلة الصحيحة بسندٍ حسن


آسف على التطويل

القلب في الاسلام



بسم الله الرحمن الرحيم



القلب في الطب

القلب تشريحيا

القلب مضخة تستقبل الدم الوارد من أعضاء الجسم المختلفة لتدفعه إلى الرئتين لتنقيته عن طريق التنفس من ثانى أكسيد الكربون الناتج عن مختلف عمليات الجسم الحيوية (والذى إذا تشبع به الجسم تعطلت الخلايا عن العمل وأدى إلى ظهور أعراض مرضية مختلفة تسمى بالتخدير الكربونى) ، ثم لاستخلاص الأكسجين من الهواء الذى نستنشقه لتعويض الدم ما فقده من أكسوجين لازم للعمليات الحيوية المختلفة . ويعود هذا الدم النقى المشبع بالأكسجين من الرئتين إلى القلب ليضخه إلى مختلف أعضاء الجسم ، ويغذيها ليس فقط بما يلزمها من أكسجين بل أيضا بالمواد الغذائية من زلاليات وسكريات ودهنيات ، وبما يلزمها من هورمونات وفيتامينات لازمة لعملياتها الحيوية المختلفة ، و مرور الدم على الكليتين يخلص الجسم عن طريق البول من الأحماض الناتجة عن مختلف العمليات الحيوية .


انقباض وانبساط القلب

وانقباض القلب وانبساطه فى انتظام متوال وبسرعة طبيعية ذاتية ، تجعله على أعلى درجة من الكفاءة الوظيفية ، فإذا اختل هذا النظام أو أسرع أو أبطأ لسبب أو لآخر ، تأثرت كفاءة أداء القلب تماما كما يختل أداء موتور السيارة إذا لم تتناسب السرعة مع الأداء الواجب أو اختل نظام الشرارة الكهربائية اللازمة للاحتراق . و تتأثر سرة القلب الذاتية ونظمه بأمراض تصيبه ، وتتأثر أيضا بعوامل خارجية دون مرض بالقلب ، فيسرع القلب عند المجهود الجسمانى و مع الانفعالات ، و يبطىء عند النوم و الراحة . كما تتأثر نظم القلب بالانفعال و التوتر النفسى و عسر الهضم ، كالانتفاخات التى تصيب الانسان بعد أكلة دسمة يصعب هضمها ، و لا تعنى بالضرورة مرضا فى القلب بل كثيرا ما تحدث فى قلب سليم تماما .

تغذية القلب بالدم

وكما يغذى القلب أعضاء الجسم المختلفة بالدم اللازم لها ، فإنه يغذى عضلته عن طريق شريانين -الشريان التاجى الأيسر والشريان التاجى الأيمن- وهما يخرجان من الشريان الأورطى بعد مسافة قصيرة من الصمام الأورطى . و يغذى الشريان التاجى الأيسر الجانب الأمامى و الأيسر من القلب عن طريق فرعه الأمامى و الجزء الخلفى من القلب عن طريق فرعه الخلفى . و يغذى الشريان التاجى الأيمن الجانب الأيمن من القلب وجداره الخلفى . و يعود الدم منهما عن طريق وريد خاص بالقلب يصب الدم الوارد منه فى الأذين الأيمن ليأخذ طريقه إلى الرئتين لتنقيته كبقية أعضاء الجسم . وتتصل الفروع الرئيسية للشرايين التاجية بوصلات شريانية تفيد فى سريان الدم إذا ما أبطء سيره فى فرع من الفروع نتيجة لضيق مرضى فيه .ويقع معظم العبء فى أداء القلب على البطين الأيسر الذى يدفع الدم بقوة ضغط عالية ليغذى الجسم كله ، أما البطين الأيمن فلا يتطلب أداؤه لدفع الدم إلى الرئتين غير ربع قوة الضغط التى يقوم بها البطين الأيسر ولذلك فسمك البطين الأيسر أكبر بكثير من سمك البطين الأيمن . ويتأثر البطين الأيسر وشرايينه التاجية بالأمراض أكثر من تأثر البطين الأيمن .
غشاء التامور
و يحاط القلب داخل القفص الصدرى بغلاف هو ما نسميه بـ "غشاء التامور" يسهل عليه الحركه و الأداء داخل القفص الصدرى ، و تصيب هذا الغشاء أمراض مختلفة تؤثر على كفاءة أداء القلب .

القلب في الاسلام

ورد فى تفسير الامام الطبرى ان العرب قد نقلت هذا المصدر لهذا العضو الشريف من كلمة التزمت فيها تفخيم قافه للتفريق بينه وبين أصله- وقد روى أبن ماجة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مثل القلب مثل ريشة تقلبها الرياح بفلاة ) اى صحراء وفى هذا المعنى كان عليه الصلاة والسلام يقول : ( اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ) فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله مع عظيم قدره وجلال منصبه فنحن أولى بذلك أقتداء به قال الله تعالى : (وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) اى ما يتمنى ويشتهى وان الجوارح الخمس وإن كانت تابعة للقلب فقد يتأثر القلب -وإن كان رئيسها وملكها- بأعمالها للأرتباط الذي بين الظاهر والباطن قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليصدق فتنكت في قلبه نكتة بيضاء وإن الرجل ليكذب الكذبة فيسود قلبه) وروي الترمذي وصححه عن أبي هريرة : ( أن الرجل ليصيب الذنب فيسود قلبه فإن هو تاب صقل قلبه ) قال : وهو الرين الذي ذكره الله تعالى في قرآنه الكريم فى صورة المطففين ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون) وقال مجاهد : القلب كالكف يقبض منه بكل ذنب إصبع ثم يطبع . وقوله عليه السلام : ( إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) دليل على أن الختم يكون حقيقيا والله أعلم وقد قيل : إن القلب يشبه الصنوبرة وهو يعضد قول مجاهد والله أعلم وقد روى مسلم عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر : حدثنا ( أن الأمانة قد نزلت في جذر قلوب الرجال ) ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال : ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر د حرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ثم أخذ حصى فد حرجه على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة ) . وانتهى هنا كلام القرطبى- ونعود لنقول انه من الثابت والبديهى ان الانسان قد خلقه الله تعالى من مادة وروح وان المادة لاتنفصل عن الروح الا عند الموت واذا كنا بصدد انتهاج اسلوب علمى فى هذا الشأن فلابد ان نبدأ بالحديث عن علم قد اوضح لنا بعض خفايا هذا الامر وهو علم التشريح وليكن ذلك فى وصف سريع وبسيط .


جاء فى كتاب مفتاح دار السعادة


ان القلب السليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم لربه وسلم لامره ولم تبق فيه منازعة ولا معارضة لخبره فهو سليم مما سوى الله لا يريد الا الله ولا يفعل إلا ما أمره الله- فالله وحده غايته وامره وشرعه وسيلته وطريقته لا تعترضه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره لكن لا تمر عليه إلا وهي مجتازة تعلم انه لا قرار لها فيه ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك وسليم من البدع وسليم من الغي وسليم من الباطل وكل الاقوال التي قيلت في تفسيره فذلك يتضمنها وحقيقته انه القلب الذي قد سلم لعبودية ربه حياء وخوفا وطمعا ورجاء ففنى بحبه عن حب ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه وبرجائه عن رجاء ما سواه وسلم لامره - وقد قال تعالى فى محكم آياته ( يوم لا ينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم ) .


عبادة القلب

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ان العبادة اصلها عبادة القلب والذى تتبعه كل الجوارح فإن القلب هو الملك والاعضاء
جنوده وهو المضغة التى اذا صلحت صلح لها سائر الجسد واذا فسدت فسد لها سائر الجسدأما بالنسبة للمشاعر فهى قد تكون انفعالات مؤقتة بسبب حادث معين يتعرض له الانسان كالحزن عند وفاة حبيب والفرح عند النجاح وهى مشاعر تزول بزوال المؤثر ولاتعود الا عند التذكر وكم ترى الابتسام يعترى المرء احيانا لمرور ذكرى حلوة على مخيلته وأما الشعور الحقيقى -اذا ماكان صادقا- فانه ما أستقر استقرارا راسخا فى اعماق القلب وظهرت آثاره جلية على باقى الجوارح ومن االناس من يدعى الايمان ولكنه يعبد الله تعالى على حرف فإذا مرت به نائبة انقلب على عقبيه واذا لم يستعمل العضو فى حقه بل ترك فذلك خسران وصاحبه مغبون وإن استعمل فى خلاف ما خلق له فهو الضلال وصاحبه من الذين بدلوا نعمة كفرا ثم ان سيد الاعضاء ورأسها هو القلب كما سمى قلبا قال النبى صلى الله عليه وسلم( إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلهواذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب )وقال صلى الله عليه وسلم( الاسلام علانيه والايمان فى القلب ثم اشار بيده الى صدره وقال الا إن التقوى ها هنا الا إن التقوى ها هنا )-وهكذا خلق القلب للعلم( لان يعلم به) فتوجهه نحو الاشياء ابتغاء العلم بها كما خلق للفكر والنظر كما ان اقبال الاذ ن على الكلام ابتغاء سمعه هو الاصغاء والاستماع وانصراف الطرف الى الاشياء طلبا لرؤيتها هو النظر فالفكر للقلب كالاصغاء للأذن ومثله نظر العينين فيما سبق وإذا علم ما نظر فيه فذلك مطلوبه كما أن الأذ ن كذلك إذا سمعت ما اصغت اليه او العين إذا ابصرت ما نظرت إليه وكم من ناظر مفكر لم ليحصل العلم ولم ينله كما انه كم من ناظر إلى الهلال لايبصره ومستمع إلى صوت لا يسمعه ( وهو الذى خلق لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون)

الاسلام علانية والتقوى فى القلب

ولعل الخطاب واضح فى معنى قوله تعالى( قالت الاعراب آمنا) فكان الرد عليهم من الله تعالى انهم مازالوا فى مرحلة الاسلام ولم يدخل الايمان بعد ويستقر فى قلوبهم أذ أن من الواضح والجلى أن مرحلة تنفيذ المنهج المظهرى للإسلام مثل تأدية العبادات كالصلاة ليست هى نهاية المطاف بل لابد من الايمان القلبى وراء كل شعيرة من شعائر ولعل هذا ما قصد بالنية والنية كما نعلم محلها القلب والله اعلم
وليس الامر يقف عند هذا الحد بل يتعداه الى كافة المشاعر الانسانية مثل الرحمة والحب والايثار وفى المقابل نرى فى القلوب المريضة المشاعر غير النبيلة مثل الحقد والحسد والكبر و حب الشهوات لذلك كان القلب هو الوعاء الشامل لكل هذه المشاعر فان صلح صلح الجسد كله وان فسد كان الخراب والدمار فالقلب الصادق تتجلى فى وجه حامله ملامحه المضيئة واذا كان المنافق يستطيع ان يسحرك بكلماته العذاب فان المطلع على القلب سبحانه وتعالى قد فضحه فى الدينا فى قوله تعالى( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام ) ولاحظ المغزى وراء قوله تعالى( الحياة الدنيا) وليس الاخرة وعلامات الايمان كما قلنا تتضح فى الوجه عذد وجود الشفافية اللازمة كما يتضح الانفعال بالغضب ولذلك قال تعالى ( تعرفهم بسيماهم) وقال ايضا ( وجوه ناضرة الى ربها ناظرة)


الايمان ما وقر فى القلب وصدق بالعمل

والقلب كذلك له حظه من الشهوات فالهوى هو انحراف بالقلب نحو التهلكة وهذه المرحلة لاتأتى الا بعد ان يتمكن المرض من القلب ولذلك قال تعالى( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ) فى الآيات الموجهة الى نساء النبى صلى الله عليه وسلم ومن بعدهن الى نساء المؤمنين- والذي في قلبه مرض وهو مرض الشهوة فإن القلب الصحيح لو تعرضت له المرأة لم يلتفت إليها بخلاف القلب المريض بالشهوة فإنه لضعفه يميل إلى ما يعرض له من ذلك بحسب قوة المرض وضعفه فإذا خضعن بالقول طمع الذي في قلبه مرض و القرآن شفاء لما في الصدورمن هذا المرض ومن سواه .
وكذلك كان للقلب حظه من الزنا فالعين تزنى وزناها النظر والقلب يزنى وزناه الهوى والاشتهاء وهذا هو المرض الذى يستبد بالنفس الضعيفة التى لايحلو لها الا ما حرم عليها! .

--------------------------------------------------------------------------------